بسم الله الرحمن الرحيم
في الوقت الذي يشتدُّ فيه نزيفُ الدم من الجسد العربي والإسلامي في مواضع متعددة، ويخيِّم فيه الحزن والأسَى على كل عربي ومسلم مخلص.. تُقرع فيه طبول حرب إعلامية، ويُشرَع فيه السلاح الفلسطيني في وجه إخوة الوطن والدين والسلاح الفلسطينيين، في نذيرٍ بنشوبِ حربٍ أهلية بين فتح وحماس في فلسطين المنكوبة.
إننا لنؤكد على حرمة الدم الفلسطيني، وأن حرمته عند الله أعظم من حرمة الكعبة المشرفة، وأن قتْلَ نفس بغير نفس كقتل البشرية كلها ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: من الآية 32) فليتق الله كلُّ من يشعل الشرارة، ويؤجِّج النارَ ولو بالكلام، وليحترم الجميعُ الشرعيةَ الشعبيةَ والدستورَ والقانونَ والمؤسساتِ الشرعيةَ القائمةَ (مؤسسة الرئاسة والمجلس التشريعي والحكومة).
ولا نحسبكم بحاجة إلى التذكير بأوضاع الشعب الفلسطيني المأساوية، فأنتم أدرى بها، والممتدة منذ عشرات السنين، والاغتيالات والاجتياحات والنهب المستمر للأراضي، والتدمير الدائم للمنازل والمؤسسات والبُنَى التحتية، وآلاف الأسرى، بمن فيهم الوزراء والنواب، والرجال والنساء والأطفال، والجدار العازل، والقدس الأسير.. ثم بعد ذلك تقتتلون؟! وعلى ماذا؟!
إن الظرف يقتضي توحُّد القلوب والسواعد والإمكانات، والتعاون على الثبات والمقاومة ضدَّ المحتل الغاصب، وعلى السعي الجادّ لإقامة حكومة الوحدة الوطنية، وإلا فإنكم بذلك إنما تنفِّذون مخطَّطات الصهاينة، وتدفنون قضيتَكم بأيديكم، لا سمح الله.
إننا نناشدكم اللهَ، ثم الرَّحِمَ والوطن، أن تُغمِدوا أسلحتَكم فيما بينكم، ولا تُشرِعوها إلا في وجه العدوّ، واستجيبوا لنهي الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقابَ بعض".
ثم إننا لَنناشدُ الحكامَ العربَ والمسلمين والأمينَ العام لجامعة الدول العربية، وأمينَ عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وكلَّ مَن يستطيع أن يسعى بالصلح بين الإخوة الفلسطينيين لوأْدِ الفتنة وجمع الصفّ ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (النساء: من الآية 128) ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103) ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 24).
محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرة في: الإثنين 19 من ذي الحجة 1427هـ= الموافق 8 من يناير 2007م.
الثلاثاء، ١٦ يناير ٢٠٠٧
بيان من الإخوان المسلمين بشأن تفاقم الأزمة بين فتح وحماس
الساعة ١/١٦/٢٠٠٧ ٠٤:٠٧:٠٠ ص كتبها : د/ ياسر حمود
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ٣ تعليقات:
جزاكم الله خيرا ً
ماذا عن مجلس الشورى وم هو المرشح المنتظر وما اسم الحزب الجديد لللأخوان المسلمون
وجزاكم الله خير
ماذا عن مجلس الشورى وم هو المرشح المنتظر وما اسم الحزب الجديد لللأخوان المسلمون
وجزاكم الله خير
إرسال تعليق