الأحد، ٢١ سبتمبر ٢٠٠٨

تفاصيل غرفة العمليات الإخوانية في كارثة "الدويقة"


عادل حامد نائب السيدة يرد على المشككين:
- تجاهل جهود الإخوان في "الدويقة" متعمد وهذه هي الحقائق
- أنشأنا غرفة عمليات وفريقين في الدويقة ومشرحة زينهم
-4 نواب و4 مجموعات عمل وُجدوا ليلَ نهارَ بالمكان
- الخوف والحقد دفعا البعض إلى التعتيم على مجهوداتنا
- نرفض المقبرة الجماعية وسنحفر حتى استخراج آخر جثة
- نحن أمام حزب مفلس.. تفضحه أفعاله مع كل كارثة

حوار- معتز ثابت (نقلا عن إخوان أون لاين):

أثارت كارثة الدويقة، ومن قبلها العديد من الكوارث التي ألمَّت بمصر مثل العبَّارة وقطار قليوب وانهيار العقارات وإنفلونزا الطيور وغيرها، العديد من علامات الاستفهام ليس عن الجاني أو مَن يتحمل المسئولية، ولكن عن دور أعضاء مجلس الشعب الموجودين في الدوائر التي وقعت فيها هذه الكوارث، ولعل الشتائم والإهانات التي استقبل بها أهالي الدويقة نائبهم عن الحزب الوطني- الناصري سابقًا- حيدر بغدادي دفعت الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان النائب الثاني للدائرة إلى عدم قطع إجازته في كندا- بلده الثاني- رغم أنه شريكٌ أساسي في هذه المصيبة.


في المقابل كان لنواب الإخوان المسلمين دورٌ بارزٌ مع أهالي الدائرة؛ حيث شكَّلوا غرفَ عمليات لمتابعة الحدث ونظَّموا مائدةَ إفطار لأهالي الدويقة، وليست هذه المرة الأولى؛ حيث سبق للنائب عادل حامد عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونائب السيدة زينب أن وقف بجوار أهالي العبَّارة الذين ذهبت أجساد أبنائهم إلى مشرحة زينهم، ووثق فيه أهل الخير عن الحكومة، بل استعانت به الأجهزة الأمنية لتهدئة الأهالي وقتها.

وفي الحوار التالي التقينا بعادل حامد الذي كان له دورٌ كبيرٌ مع أهالي الدويقة في مصيبتهم، وإلى الحوار: 

* لماذا يتكرر اسم "عادل حامد" دائمًا في إدارة ومواجهة الكوارث والأزمات؟ 

*
* أنا من ساكني دائرة السيدة زينب التي تقع فيها مصلحة الطب الشرعي المعروفة باسم "مشرحة زينهم"، والتي دائمًا تُقصد في النوائب والكوارث بالضحايا سواء من معلومي الهوية أو مجهوليها، وكان لهذا الأمر علاقة بمعرفتنا بإدارة ومواجهة الأزمات، بالإضافة إلى وجودنا الدائم منذ سنواتٍ طويلةٍ في هذا المكان.


وقد شاركنا هذا الشعب، وعملنا على تخفيفِ معاناته في كوارث العبَّارة والقطارات المحترقة وقلعة الكبش، وأخيرًا الدويقة، وأؤكد لك أن جهدنا الذي تراه كبيرًا ما هو إلا جزءٌ بسيطٌ من نشاطِ جماعةِ الإخوان؛ لأن الإخوان نجحوا بفضل الله في إدارةِ العديد من الأزمات التي حلَّت بالشعب المصري. 



تجاهل متعمد

* أنت تقول "جهد كبير" ولكن لم يشاهده أحد، فهل تعملون في الخفاء حتى لا يراكم أحدٌ مثلاً؟ أم أن هناك موقفًا ضد ما تقدمونه؟

** الإعلام يعلم دورنا من قبل حادث الدويقة، وقد كان هناك بالفعل تعسف وتضييق من الجهات الأمنية ضد الإعلام والصحافة، وكانت هناك محاولة من الحزب الوطني وجمعية الهلال الأحمر لإقصاء أي معاونة أو مشاركة في أعمال الإغاثة أو الدعم اللوجستي من طعامٍ وشراب وغيره، وأصرَّ الحزبُ الوطني من خلال الشرطة على أن يستأثر بالمشهد، ولكنه رغم ذلك عجز عن القيام بهذا الدور، وقد كنا نتمنى أن ينجح في تأدية الدور الإغاثي بما أنه الحزب الحاكم، وهذا من أهم واجباته، ولكن كيف له أن ينجح وهو من أهم أسباب وقوع هذه الكارثة.


ولا شك أن تجاهل الإعلام لدورنا شيء مقصود في ظل الحملة الشرسة التي تقوم بها الحكومة منذ 2005م مع نجاح 88 نائبًا للإخوان رغم الإقصاء والمنع والتزوير الذي اعترف به رئيس الوزراء، وتكرار محاولات إقصاء الإخوان عن التواصل مع المجتمع بكافة أشكاله وإصرار الحكومة على إظهارنا عاجزين عن القيام بالدور البرلماني والخدمي والإغاثي في الكوارث، ولكن وجود النواب وأفراد الصفِّ الإخواني والمحبين لهم وللخير الذين يحبون جميعهم هذا الوطن ويعملون من أجل نهضته لا يجعلهم يقفون مكتوفي الأيدي إزاء التعتيم الإعلامي أو الإقصاء الحكومي المتعمدَيْن.



إفلاس

* البعض يتهمكم بأن لكم أجندة خاصة تتحركون وفقها في أي دورٍ تقومون به حتى في الحوادث والكوارث، وأنكم دائمًا ما تلقون باللوم على الحزب الوطني؟

** الواقع ولست أنا هو مَن يقول: إن كل المصائب سببها الحزب الوطني وحكومته، والواقع أيضًا هو الذي يكشف زيف شعارات هذا الحزب الذي صرَّح أحمد عز أمين التنظيم له في جريدة (الجمهورية) مؤخرًا أن الحزب يستهدف شريحةَ المثقفين والتواصل معهم، وهذا يعني عدم وجود أفرادٍ من هذا الشعب تحقق شعارات الحزب على أرض الواقع.


باختصار نحن أمام حزبٍ مفلس، تفضحه أفعاله مع كل كارثة وحالة فساد ونهب وتدمير لمُقدَّرات الوطن وإهدار لأموال الشعب ولأمن مصر القومي.


أما مَن يزعم أن للإخوان أجندةً غير أجندة الشعب فهو ظالمٌ بكل تأكيد، ولو وزن الأمور بميزان الحق والعدل لأدرك مع أول استطلاع رأي بسيط لأهالي ضحايا العبَّارة والقطارات المحترقة وقلعة الكبش والدويقة أن الإخوان ما كانوا ليتخلوا لحظةً عن الشعب المصري وعن إغاثته ومساندته، وأنهم أول مَن تجدهم يسارعون من خلال أفرادهم لكشف غمة ونكبة هذا الشعب، وإنني أطالبهم أن يسمحوا للإعلام وللصحافة أن تكتب وتوضح دور الإخوان دون قيودٍ أو إصرارٍ على الإقصاء؛ خوفًا أو حقدًا أو ظلمًا. 



لا نتصيد الأخطاء

* ولكن البعض ما يزال يكرر أن الكتلة البرلمانية للإخوان وأنت أحد نوابها تصطادون مع كل كارثة في المياه العكرة وتحاولون أن تظهروا النظام في موقف الضعيف أو العاجز.

** أقول لك بكل صراحةٍ إن كل مياه مصر أصبحت عكرةً، وكل مَن يريد أن يصطاد فلن يجد سوى ذلك، وأن الحكومة بواقعها تُقدِّم على طبقٍ من ذهبٍ وليس من فضة الحجة لكل مَن يريد أن يفضحها ويُبين دون جهدٍ أو اصطيادٍ في مياه عكرة مدى الفساد الذي وصل في مصر مع هذه الحكومة، ولسنا من هواة الاصطياد أو تصيد الأخطاء، ولكننا نواجه الفساد والاستبداد ونرتجي الإصلاح وسنظل ندق ناقوس الخطر في ظل وجود هذه الحكومات المتعاقبة؛ لأن مصر بالفعل مع هذا النظام في خطر.

 

* فيما يتعلق بالكارثة الأخيرة.. عندما نقول كلمة "الدويقة"، ما الذي تُلقيه هذه الكلمة من معانٍ في ذهنك؟ 

** سقوط الحكومة وليس سقوط الجبل؛ فالحكومة تعرف أن الدويقة في خطر، وأن الأهالي يستحقون المساكن، ورغم كل ذلك تقاعست عن إنقاذ الناس، رغم أن الجبل بعث من الإنذارات في صورة حجارة صغيرة بما فيه الكفاية لترتدع الحكومة، لكنها تعاملت مع الموضوع بشعار "ودن من طين وأخرى من عجين" لتنهار الصخرة وتكشف فشل الحكومة في الحفاظ على أرواح المواطنين سواء في البحر أو البر أو السكك الحديدية، وحتى في العشش كما في حالة قلعة الكبش.

الإخوان والدويقة

* وكيف تعاملت الكتلة البرلمانية للإخوان مع حادث الدويقة؟

** كان التعامل لدينا فوريًّا وبشكلٍ مؤسسي؛ حيث أجريت اتصالاً فور علمنا بالحادث بالمتحدث الرسمي للكتلة النائب حسين محمد إبراهيم وشرحت له موقف المنطقة المنكوبة من حيث إنه ليس بها نائب للإخوان، وأنها دائرة د. محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق وحيدر بغدادي، وهما نائبا الوطني، ولكنها في نفس الوقت دائرة قريبة من السيدة زينب وعابدين ومدينة نصر التي فيها نواب للإخوان: جمال حنفي وعصام مختار وعادل حامد، وأنه سينضم معنا النائب يسري بيومي نائب الإخوان عن مصر القديمة، وبالفعل بدأنا التحرك الفعلي بالتنسيق مع الإخوان في هذه الدوائر التي لنا فيها وجود معروف.

 
وأنشأنا غرفة عمليات مقسمة إلى فريقين أحدهما كان معي في مشرحة زينهم، والفريق الثاني في الدويقة بين الأهالي في قلب الحادث ومعهم ثلاثة نواب يتقدمهم النائب عصام مختار، وبدأنا التفكير والإعداد وفق خطتنا التي وُضعت لإدارة الأزمة؛ حيث قام الفريق الأول من داخل مشرحة زينهم باستقبال الجثث التي لاقت حتفها جرَّاء الحادث الأليم ومساعدة ذويهم في إنهاء الإجراءات الخاصة بتصاريح النيابة والدفن، وقمنا بتوفير أكفان ومُغسِّل للضحايا، بالإضافةِ إلى توفير سيارات لنقل الموتى إلى أماكن دفنهم لمثواهم الأخير، ووفَّرنا سيارة لنقل أسرة كاملة مكونة من 8 أفراد لقت حتفها في الحادث إلى مدافنهم بمحافظة الفيوم.


كما وفَّرنا مدافن لذوي الحاجة ومَن لا يملكون مدافن، فضلاً عن إضاءة المنطقة المحيطة بالمشرحة التي سادها الظلام بدخول المغرب، وقمنا بتوفير مكبرات صوتٍ لإعلام أهالي الضحايا والتنويه عليهم، بالإضافةِ إلى أننا قمنا بتهدئةِ الأهالي وامتصاص غضبهم الذي كان يزداد ساعةً بعد ساعة، خاصةً بعد تحرُّش الضباط بهم ومحاولة إبعادهم عن المشرحة، فضلاً عن وجبات الإفطار والسحور التي وفرناها لهم بالتعاون مع أهل الخير.


أما الفريق الثاني فقد وُجِدَ في منطقة الدويقة وتم تقسيمه إلى مجموعات، فريق الدعم اللوجستي بالإفطار والشراب والملبس، ثم الفريق الطبي وكذلك فريق الاستعلامات، وأخيرًا الفريق الرابع للحفر وإنقاذ الضحايا، وقد كانت مخيماتنا هناك واضحة، ولا زالت غرفة العمليات مستمرة، والدعم مستمر، فضلاً عن كل هذا فإننا مستمرون حتى الآن في القيام بحصر الضحايا والمفقودين والأهالي منذ اليوم الثاني للكارثة التي لن تجرؤ الحكومة على الكشف عن أعدادهم، فضلاً عن أنهم أعجز من القيام بحصرهم أساسًا!!.


وأعود وأكرر لك أننا كإخوان دائمًا مع الشعب وقضاياه، وليس هذا بجديدٍ علينا وليس مرتبطًا بوجودنا داخل مجلس الشعب فقط، فأنا منذ عشرين عامًا أتحرك في هذا الإطار قبل أن أكون نائبًا.



تحت القبة

• ماذا عن جهدكم في هذه الكارثة كنواب تحت قبة البرلمان؟


** الكتلة تحركت بالفعل على المستوى البرلماني بأسئلة عاجلة؛ لأنها الأداة البرلمانية الوحيدة المسموح به في الإجازة البرلمانية، وقد حضرنا الاجتماع الذي عُقد مؤخرًا لمناقشة أسباب الكارثة، وأوضحنا العجز الحكومي في إدارة الأزمات ووقفنا بقوة أمام فكرة عمل مقابر جماعية للضحايا تحت الصخرة. 

 

* ولكن الأمر في البرلمان انتهى في إطار "الكلام" والحكومة باقية والكارثة ستنسى على أنها قضاء وقدر؟ 

** كان هدفنا الأول تفجير مشكلة العشوائيات وفشل الحكومة في التعامل مع الأزمات والوقوف أمامها لعدم الإقدام على فكرة المقابر الجماعية للضحايا، وطالبنا الحكومة بتسكين أهالي الضحايا وتقديم المسئول عن الكارثة للمساءلة والمحاسبة، ومعنى أن الحكومة دائمًا باقية رغم تكرار الكوارث أنها قد فقدت الإحساس وليس لديها أدنى تحمل للمسئولية؛ ولذلك فهي منتهية الصلاحية فهي تحرق الشعب في القطارات وتغرقه في البحر وتقتله عمدًا في البر. 


* ولكن أين كان نواب الإخوان ودورهم قبل وقوع الكارثة الأخيرة؟

** أقول لك مثالاً على مستواي الشخصي: لما حدثت كارثة قلعة الكبش في العام الماضي تقدمتُ ببيانات عاجلة وطلبات إحاطة لرئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية لبيان خطورة العشوائيات على مستوى الجمهورية وكيفية معالجة هذه الظاهرة والحد منها وأهمية سرعة تسكين قاطني هذه الأماكن؛ لأنها قنابل موقوتة، ولكن الحكومة لم تتحرك ولم تناقش؛ لأنها أعجز من أن ترد، وما زلتُ أُحمِّل الحكومةَ مسئولية وجود المناطق العشوائية؛ لأنها لم تأتِ بين يومٍ وليلة، والحكومة نفسها لم تعط المواطن حقه الأصيل في السكن وتجاهلته كما تجاهلت معظم حقوقه لديها، ولكننا لن نمل وسنظل نساءل الحكومة لتوفير مساكن لمحدودي الدخل الذين صاروا معدومي الدخل. 

"شبر مية"

* ما النتائج التي خرجت بها من خلال مشاهداتك لهذه الكارثة عن قرب؟


** لقد خرجت بنتيجة رأيتها واقعًا منذ عشرين عامًا تتلخص في أن الحكومة تتخلى عن الشعب يومًا بعد يوم سواء كان حيًّا أم ميتًا، والفجوة بينها وبين الشعب تزيد حتى صار الشعب لا يثق فيها، فضلاً عن أن الحكومة تغرق في "شبر مية"، ودائمًا جاهزة بالشعارات التي تناقض الواقع، فمثلاً مع الحادث الأخير كثر الحديث الحكومي عن الاهتمام بالعشوائيات، كما سمعنا مع حادث العبَّارة عن أهمية الاهتمام بالسلامة الملاحية، وكلها شعارات نسينا فيها ألم وقهر المواطن الذي يموت كمدًا يوميًّا جرَّاء ما يراه ويشاهده مع كوارث سابقة كالعبارة والقطارات والحرائق.

 
وهذه الكوارث تُذكرني بأن الضحية دائمًا فقراء الشعب المصري الذين لا تهتم بهم الحكومة، ومع "الدويقة" تذكرت عشوائية الدولة في اتخاذ القرار وعلاج الأزمة في الحصر والتسكين، فكل أجهزة الدولة عشوائية.

* هل لدى الحكومة إحصائيات محددة عن العشوائيات؟  

** إنني أتحدى أي مسئولٍ أن يذكر لي تعداد سكان المناطق العشوائية على مستوى الجمهورية أو تصنيفهم إلى ذكور وإناث أو مستواهم التعليمي أو أعداد المرضى وذوي الحاجة وبما أنهم صرفوا الملايين في التعداد السكاني الأخير فلتخبرنا الحكومة عن عزبة "بخيت" في منشأة ناصر التي تحملت كارثة "الدويقة" وتعدادها، وماذا لديها من بيانات حصرية عنهم إذا كانت صادقة من الأساس في حلِّ هذه الأزمة التي تسببت فيها.


بل إنني أقول لك الأعجب؛ فلقد أعلنت الحكومة بعد وقوع الكارثة أن تسكين أهالي "الدويقة" كان في الأساس سيكون في مساكن سوزان مبارك التي جهزت لتسلميها لهم ليلة القدر، ولكن قدر سقوط الصخرة سبق!! وإذا صحَّ هذا الكلام فمعنى هذا أننا لدينا حصر شامل للضحايا والمستحقين للتسكين فأين هذا الحصر الذي كان سيتم على أساسه تسكين أهالي "الدويقة" ليلة القدر لنضمن عدم وجود دخلاء أو غير أصحاب حق أم أن هذه الوعود كانت من قبيل الترويج الإعلامي فقط؟!.


 

* بمناسبة مساكن سوزان مبارك.. تُثار شكوك حول إمكانية انهيارها هي الأخرى، فما مدى صحة هذه الشكوك؟

** أنا أسأل الحكومة أولاً: لماذا لم يتم تسكين الأهالي من قبل وقوع الكارثة؟ وإذا كانت هذه المساكن مطابقة للمواصفات فلماذا لم تدخل معظم المرافق لها مع ما يتردد من أنها منطقة غير آمنة؟ ولماذا تم تحديد 2000 وحدة فقط للسكن بمساكن سوزان مبارك من أصل 6 آلاف؟ وإذا لم تجب الحكومة على كل هذه الأسئلة فنحن في انتظار كارثة جديدة!!.

* كيف تقيم تعامل الحكومة والمجالس المحلية في هذه الأزمة؟

** ألخص تعامل الحكومة في موقف تعامل الجهاز الأمني المتعسف ضد الشعب المصري أثناء وبعد الكارثة؛ وبالتالي هذه الحكومة لا تقدر هذا الشعب ولن تعطي بالاً لأزماته، وهي مجبرة للوجود في مكان الكوارث للظهور الإعلامي فقط، وإنني أرى أن أبلغ رد كان من الأهالي حينما هاجموا وفد الحكومة أثناء زيارة منطقة "الدويقة" بالحجارة؛ لأنهم لا يستحقون سوى ذلك.


كما كشفت هذه الكارثةُ وغيرها المجالسَ المحلية المزورة والتي أتى أعضاؤها على غير رغبة من الشعب، وبالتالي ظل ولاء عضو المجلس المحلي للحكومة التي سيظل يدفع لها ثمن ذلك من مبادئه إن وجدت أساسًا، وستظل الحكومة هي الأخرى تدفع ثمن تزوير انتخابات المحليات مع كل كارثةٍ يُفاجأ بها الشعب المصري.

لا للمقبرة الجماعية

* هل من الممكن أن تلجأ الحكومة إلى تنفيذ فكرة المقبرة الجماعية في منطقة "الدويقة"؟!

** يؤسفني أن أوضح أن هذا صحيح وواضح من إجراءات الحكومة التي تقوم بها من خلال وزارة الصحة؛ حيث تقوم بتبخير المنطقة المنكوبة ضد الأوبئة للتغلب على رائحة الموتى التي تفوح في المنطقة كلها، وكذلك بعض التصريحات الأخرى تُثير الشكوك، ولكننا ضد إقامة أية مقابر جماعية بأي صورةٍ من الصور ونحن مع استخراج آخر جثة من تحت الصخر، ولو كلفنا الأمر أن نحفر بأيدينا، وستستمر جهودنا البرلمانية والإخوانية حتى نمنع هذه الكارثة التي لن تمر مرور الكرام.

البحث مستمر

* هل انتهت جهود الإخوان في المنطقة المنكوبة؟ ولماذا لم يتم توثيق هذه الجهود والأعمال بالصور أو الفيديو؟ 

** لا زالت جهود الإخوان مستمرة في حصر حاجات المتضررين الذي سكنوا مساكن سوزان مبارك، ولا زالت مجموعة الحفر مستمرة وتتبادل الحفر مع مجموعات أخرى في شكل نوبات. 

وبالنسبة لمسألة التوثيق والتسجيل فقد كنا بين أمرَيْن: إما أن نستمر في عملنا ونرفع المعاناة عن الأهالي بشكلٍ جيدٍ أو نقوم بنفس الأمر، ونلتقط الصور التي تؤكد أعمالنا إلا أن هذا الأمر الأخير لقي رفضًا من الجهات الأمنية والتنفيذية؛ لأنهم بالطبع يرفضون تصدر الإخوان لأي مشهد، وبالتالي فنحن دائمًا نُقدِّم مصلحة الشعب أولاً ونسأل الله أن يتقبل أعمالنا لديه.

 

* لماذا لم يستغل الإخوان هذه الكوارث للخروج إلى الشارع للتعبير عن رفضهم التقاعس الحكومي وفضح النظام؟

** الإخوان يقدمون جهودهم وأعمالهم تعبدًا لله، ونسأل الله أن يتقبلها وليضع مَن يشاء ما يشاء من مسميات إيجابية لهذا الأمر، ولكننا سواء رفضت الحكومة أم قبلت فسنظل نساند الشعب ونقدم مجهوداتنا كلها له- وأكررها- تعبدًا لله.

أما فيما يخص نزولنا الشارع فنحن نحسب لكل أمرٍ حساباته وما يكون فيه حرص على مصر ومساندة لحقوق الشعب لا نتأخر عنه؛ وبالتالي في أزمة كـ"الدويقة" لسنا من هواة الكلام، والناس تحتاج في الكوارث لأكثر من الكلام، وهذا ما طبقناه في الأزمة، والشاهد على ذلك وجودنا وسط المواطنين منذ اللحظة الأولى، وأحكي لك عن مقابلة تمت منذ شهور حيث كنت في محافظة الإسماعيلية أؤدي واجب العزاء في أحد أقارب نواب الكتلة، وفوجئت بمجموعة من الأهالي تجمعت حولي وهم فرحون، ولما سألتهم عن سبب تجمعهم قالوا لي: "حضرتك اللي ساعدتنا أيام حادثة العَبَّارة في مشرحة "زينهم"، وأصروا على استضافتي عندهم في ترحاب لم أكن أتخيله"؛ ولذلك أقول إننا وعلى مستوى الجمهورية كلها موجودون ونتحرك مع الشعب، ولسنا نخاف من أحدٍ إلا الله، وفي نفس الوقت لن نحتكر أعمال الإغاثة وسنظل نتعاون مع الآخرين.



هناك تعليق واحد:

مجلة سيكولوجية مصرية يقول...

كلما تصفحات مدونتك العزيزة تزعجنى
قائمة المعتقلين

ندعو الله أن ينالوا حريتهم ويعودو لاسرهم ولابناءهم سالمين

تحياتى
أحمد مصطفى

----------------------------

نتمنى أن أقراء تقيميك للعدد الجديد من مجلة سيكولوجية مصرية