وجَّهت لجنةُ الشباب بمجلس الشعب- في اجتماعها السبت 27-12-2008م برئاسة سيد جوهر- اتهامات عنيفة إلى المجلس القومي للرياضة واتحاد الكاراتيه، واتهموهما بالإهمال الجسيم والمتعمد، ومسئوليتهما عن وفاه لاعب نادي الشمس أمجد عصام كمال الذي يشارك في التصفيات المؤهلة للبطولة الأفريقية بالمغرب 2009، والتي كانت تقام بمحافظة الإسماعيلية.
وأكد النائب ياسر حمود أنَّ الإهمال واضح في أركان هذه المأساة، وتتحمله الأجهزة الحكومية بشكل يستجوب المحاسبة السريعة، مشيرًا إلى أنَّ النواب طالبوا بالاهتمام بالطب الرياضي وتزويده بما يحتاجه، لكن يبدو أنَّ الحكومة مصرة على قتل الشعب المصري بأي طريقة، وأوضح أنَّ هذه المأساة جددت الفشل الحكومي والإهمال الذي يسيطر على الأجهزة الرياضية، مستنكرًا المبررات التي تكررها الحكومة حين تحاكم على هذا الإهمال.
ورفض النوابُ د. جمال زهران، د. جمال الزيني وأحمد شوبير (وكيل اللجنة) كافة المبررات التي ساقها ممثل المجلس القومي للرياضة، وممثلي اتحاد الكاراتيه، وقالوا إنها مبررات مرسلة. وأكَّد النوابُ أنَّ اللاعب أمجد توفي نتيجة الإهمال، وأكدوا أنَّ هناك مغالطات ساقها ممثل اتحاد الكاراتيه بأنَّ اللاعب تم نقله إلى مستشفى الإسماعيلية العام، وهو حي، وقالوا إنَّ هذا الكلام غير صحيح.
وقال شوبير إنه التقى بالطبيب الذي استقبل اللاعب أمجد بمستشفى الإسماعيلية على الهواء، وأكد له أنَّ اللاعب جاء إلى المستشفى بعد أن فارق الحياة، ولم يأت حيًّا، كما أكد د. جمال زهران أنَّ ما ادعاه ممثل اتحاد الكاراتيه غير الحقيقة، وأن سيَّارة الإسعاف جاءت بعد 30 دقيقة طبقًا لمحضر النيابة، وليس كما قال المستشار الفني لاتحاد الكاراتيه الدكتور مراد عاصم بأن سيارة الإسعاف جاءت بعد 10 دقائق.
فيما رفض النواب أن يعلق مسئولي الجهاز القومي للرياضة واتحاد الكاراتيه شماعة الإمكانيات المادية لتبرير وفاة لاعب مصر، وقالوا في سخرية: هل يعقل أن يموت اللاعب لعدم وجود ألف جنيه قيمة استإجار سيارة إسعاف من وزارة الصحة لتكون جاهزة أمام الملاعب لمواجهة أي أزمات يتعرض لها اللاعبون.
ووصف النائبُ سيد جوهر طلبات الإحاطة المقدمة من زهران والزيني بأنَّها بمثابة ناقوس الخطر الذي يدق لينبه بما يمكن أن يحدث، وذكر أن طلبات الإحاطة عبارة عن إرادة عمل مستقبلية، وقال إن طلبات الإحاطة المقدمة من النواب تخص كل مواطن على أرض مصر، والموضوع المطروح ليس مزايدة، ولكن يحمل العديد من أوجه القصور، وتساءل: أين التأمين الصحي والأمني من هذه البطولة.
ومن جانبه، حاول خالد جاد المولى (نائب رئيس اتحاد الكاراتيه) الدفاع عن موقف الاتحاد، وما قام به تجاه اللاعب أثناء إصابته، وقال إنَّ مشكلتنا لمواجهة مثل هذه الحالات هي الإمكانيات المادية، وقال: "لا توجد لدينا سيارات إسعاف، ونحن نقوم بتأجيرها في الساعة بـ200 جنيه، وربما تصل قيمة الإيجار إلى ألف جنيه، وقال لدينا مليون لاعب منهم 450 ألفًا مسجلون، وقطاع البطولة يضم 50 ألف لاعب، وقال إن مصر من أكبر سبع دول عظمى في لعبة الكاراتيه. وحول ما حدث للاعب أمجد أكَّد أنَّ اللاعب لعب من 5 إلى 6 مباريات، ثم هُزم من المنافس الخامس، ثم لعب دورة ترضيه للتأهل للمركز الثالث والرابع، ولعب هذه المباراة، وانتهى الماتش، ثم رجع خطوتين بظهره إلى الوراء، ثم وقع على الأرض، وقام بإسعافه طبيب النادي الأهلي وطبيب الاتحاد، ثم حضرت الإسعاف بعد عشر دقائق، وأمضى 45 دقيقة في الرعاية حتى فارق الحياة.
واستعرض نائب اتحاد الكاراتيه العديد من اللاعبين الذين توفوا داخل الملاعب، وقال: "نحن لا نبرر الأمور، ولكن سعداء بطلبات الإحاطة، ونتمنى أن نعقد برتوكولاً مع وزارة الصحة لإعطائنا سيارة إسعاف، وقال إنَّ اللاعب كان وسيمًا وعلى خلق، وربنا يصبر أهله، واللاعب كان "زي الفل"، وقال في مفاجأة غير متوقعة: ماذا نفعل وقد سافرنا للمشاركة في إحدى البطولات الدولية وفوجئنا بأن الطبيب المشارك معنا طبيب نساء وتوليد تم ترشيحه من اللجنة الطبية الموجودة بالمركز الأولمبي؟
واستعرض د. مراد عاصم (المستشار الفني لاتحاد الكاراتيه) الحادث، وقال "هناك طبيب معين لهذه البطولة من الإسماعيلية، وهناك تعليمات بعدم بدء أي بطولة إلا في حضور طبيب وإن ما حدث للاعب أمجد أنه سقط على الارض بعد المباراه النهائية وكان اللاعب فى حالة تشنج شديدة وكان تصورى أنه حزين من نتيجة المباراة وكانت قبضة يد اللاعب قابضًا عليها ويزج على أسنانه وبعد عمليات الإسعاف التي تمت ثم نقله إلى مستشفى الإسماعيلية العام وهو حي وتم إدخاله العناية المركزة وبعد 45 دقيقة توفي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وقال من حق أي مصري أن يحزن على هذا اللاعب، وقال إنه لا يوجد أي تقاعس في إسعاف اللاعب وإن ما نُشر عن هذه الحادثة كلام مرسل.
ومن جانبه أكد د. أسامة غنيم (ممثل الجهاز القومي للرياضة) إننا فى حاجةٍ إلى سيارات إسعاف، مشيرًا إلى أنهم طلبوا من وزارة الصحة إسدادهم بـ100 سيارة إسعاف بعد شرائهم سيارات إسعاف جديدة، وقال إن الجهاز القومى لا توجد لدية إمكانيات لشراء سيارة إسعاف، فضلاً عن أن إيجار سيارة الإسعاف في الساعة يصل إلى 200 جنيه.. وقال مفروض كلمة إسعاف مجانية وهي ليست تاكسي.
ورفض د. جمال زهران كافة المبررات، وقال الواقع يؤكد أن المسئولون عن هذه الواقعة تحدثوا ليبرروا موقفهم الذي حمل العديد من التناقضات، خاصةً وأن عمليات إنقاذ اللاعب أخذت وقتًا طويلاً وأن سيارة الاسعاف وصلت بعد 30 دقيقة.
ووجه زهران اتهاماتٍ عنيفة للحكومة التي وصفها بالحكومة العاجزة، وتساءل كيف تحكمنا حكومة عاجزة عن توفير سيارة إسعاف لإنقاذ شباب المستقبل، وقال للأسف أمجد مات بسبب عدم وجود ألف جنيه... وقال زهران أسجل إدانتى لكل من أسهم في الإشراف على البطولة، وقال أدين أيضًا المجلس القومي للرياضة.
وقال د. جمال الزيني إن المصيبة الكبرى والسوداء أنه لا يوجد برتوكول بين وزارة الصحة والمجلس القومي للرياضة لتوفير عربة إسعاف رغم علم وزارة الصحة ومسئولي الجهاز أن الثانية الواحدة تفرق في إنقاذ أي مواطن، وأوصت اللجنة بضرورة عدم إقامة أي بطولات إلا في وجود سيارة إسعاف وطبيب متخصص مع تدعيم الطب الرياضي في مصر واستكمال البنية الأساسية من تجهيزات طبية ومعدات للكشف على جميع اللاعبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق